اعلن الرئيس المصري حسني مبارك, انه طلب من قوات الامن السماح للفلسطينيين بالدخول الى مصر, للتزود باحتياجاتهم من الغذاء, "طالما انهم لا يحملون اسلحة", مؤكدا ان الفلسطينيين عمدوا الى ذلك, "لأنهم يعانون من الجوع بسبب الحصار الاسرائيلي", ولفت الى ان "القوات المصرية قامت باصطحابهم لشراء الاغذية, ثم عادوا الى داخل القطاع". من جانبها, عبرت اسرائيل عن قلقها من دخول عشرات الآلاف من الفلسطينيين الى مصر, تزامنا مع اعلانها انها ستبقي على المعابر التي تربطها مع قطاع غزة مغلقة, مؤكدة انها سوف تمنع أي كان من عبورها, "باستثناء الحالات الانسانية". وقال الناطق باسم الخارجية ارييه ميكيل, "نحن قلقون ازاء هذه الفجوات التي تتيح للفلسطينيين الخروج من قطاع غزة, لأن ذلك سيتيح ايضا ل¯"حماس" ادخال اسلحة وارهابيين بسهولة عبر مصر", معربا عن امله بأن "تقوم مصر, التي تنشر عناصر على الحدود, بتسوية المشكلة", حيث اعتبر ان "الوضع على الحدود من مسؤولية المصريين وحدهم, بموجب الاتفاقات التي ابرمت مع اسرائيل". الى ذلك, اكد رئيس جمعية أصحاب شركات البترول في القطاع محمود الخزندار, ان الجمعية أبلغت بشكل رسمي من الجانب الاسرائيلي, بوقف امدادات الوقود والغاز عبر موقع "ناحل عوز" العسكري, موضحا ان اسرائيل تتذرع باقتحام معبر رفح. وحذر الخزندار من تجدد أزمة الوقود والمحروقات, "خاصة أن ما جرى ادخاله اول من أمس, وصباح امس, كميات قليلة لا تكفي الحد الأدنى من احتياجات القطاع". على صعيد متصل, وفي حين حمل الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة, اسرائيل مسؤولية ما جرى في معبر رفح, مؤكدا انه نتيجة للحصار الاسرائيلي غير المقبول على القطاع, نفى القيادي في "حماس" اسماعيل رضوان, "الاتهامات الموجهه لحركته بشأن مسؤوليتها عن تفجير الجدار الفاصل بين القطاع ومصر", وشدد في تصريح لراديو هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي", أن اقتحام الفلسطينيين لمعبر رفح, "حالة عفوية" بسبب ما يعانيه أهالي القطاع من كارثة انسانية محققة. وفي دمشق, اكد رئيس المكتب السياسي ل¯"حماس" خالد مشعل, خلال افتتاح "المؤتمر الوطني الفلسطيني", ان اقتحام آلاف الفلسطينيين للحدود مع مصر في رفح كان "قرارا شعبيا وليس تنظيميا", قائلا "لا تلوموا اهل غزة حين كسروا الجدار, لأنه تحطم بقرار شعبي وليس تنظيمي". ودعا مشعل امام مئات المشاركين من الاراضي الفلسطينية والشتات ووفود عربية, "الى استمرار الغضب الشعبي حتى فك الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ 17 يناير على قطاع غزة, مضيفا "املنا ليس في مجلس الامن, بل في امتنا العظيمة". واذ اشار الى انه "حتى لو تم اغراق غزة بالوقود, لا نقبل سوى برفع الحصار", اكد ان "الكميات المحدودة من الوقود", التي تم ادخاها الى القطاع, ليست سوى "خدعة اسرائيلية". كما شدد مشعل على ان المؤتمر, الذي يعقد في دمشق, "ليس مؤتمرا انقساميا ولا يعزز الانشقاق بين الفلسطينيين", مؤكدا "استعداد حركته لحوار غير مشروط مع السلطة الفلسطينية, برعاية فلسطينية او عربية, للحفاظ على حقوق شعبنا". وكان آلاف الفلسطينيين تدفقوا الى مدينتي "رفح" و"العريش" المصريتين, لشراء مواد اساسية غذائية وتموينية, والتي كادت ان تنفذ من غزة بسبب الحصار الذي فرضته السلطات الاسرائيلية على القطاع, وافاد شهود ان الامن المصري الموجود في الجهة المصرية من الحدود, "لم يتدخل ازاء اندفاع الفلسطينين". وقام عدد منهم بشراء خراف واغنام, بينما حمل المئات اكياسا مليئة بمواد تموينية واساسية وغذائية, حيث كانت سيارات وعربات, تجرها الحمير, تدخل فارغة الى مصر وتعود الى غزة محملة بشتى مستلزمات الحياة. الى ذلك, دخلت الى القطاع, شاحنات محملة بالاسمنت ومواد البناء التي نفذت من غزة منذ عدة اشهر, كما تهافت اهالي غزة على شراء الاجهزة الالكترونية, كالهواتف المحمولة والتلفزيونات, ما ادى الى نفاذ المخزون منها لدى العديد من المحلات التجارية في المدينتين المصريتين. كما ذكر شهود, ان عائلات من العالقين في الجانب المصري, تمكنوا من العودة الى غزة, وبالمثل من هم عالقون في غزة, تمكنوا من السفر الى مصر, فضلا عن ان شوارع غزة بدت شبه خالية من المارة والسيارات, اذ ان معظم السكان توجهوا الى المعبر. وكان فلسطينيون مسلحون فجروا خمس قنابل على الاقل, على الحدود بين قطاع غزة ومصر, ليل الثلاثاء الاربعاء, ما احدث ثغرات كبيرة فيه, حيث تم تدمير قرابة ثلث الجدار الحدودي, اي 5 كيلومترات, بواسطة المتفجرات والبلدوزرات. من جهة اخرى, فشل مجلس الامن الدولي ليل اول من امس, في التوصل الى اتفاق على "بيان رئاسي" يعرب فيه عن "قلقه العميق" ازاء تدهور الوضع في قطاع غزة, واكد السفير الاميركي زلماي خليل زاده عقب الاجتماع, ان مشروع القرار "غير مقبول" في شكله الحالي, لانه "لا يتحدث عن الهجمات الصاروخية على المدنيين الاسرائيليين". من جانبه, اشار رئيس المجلس السفير الليبي جاد الله الطلحي, ان مشروع البيان يركز على الجانب الانساني للازمة, وانه من الانسب ترك الجوانب السياسية للاسبوع المقبل, عندما يجتمع هذا المجلس في دورته الشهرية, لدى مناقشته الوضع في الشرق الاوسط. وفي حين اكد المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة جلعاد كوهين, ان من واجب الدولة العبرية حماية شعبها والدفاع عنه, من الاعتداءات بالصواريخ, التي تتحمل مسؤوليتها "حماس" وحدها, اوضح المندوب الفلسطيني رياض منصور ان "قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت منذ مؤتمر انابوليس في 27 نوفمبر الماضي, اكثر من 160 فلسطينيا, بينهم 12 طفلا وتسع نساء على الاقل", مشيرا الى ان "معظم القتلى والجرحى سقطوا في غزة". وينص مشروع البيان على ان المجلس يعرب عن "قلقه العميق ازاء تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وازاء التدهور الحاد للوضع الانساني في القطاع, بسبب استمرار اغلاق جميع المعابر الحدودية, وخفض اسرائيل امدادات الوقود, وقطع الطاقة الكهربائية, ومنع ايصال المواد الغذائية والامدادات الطبية الى غزة". كما يدعو اسرائيل الى التقيد بالتزاماتها, وفقا للقانون الدولي, والكف فورا عن جميع التدابير غير القانونية, والممارسات ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع. الى ذلك, يحث المشروع المجتمع الدولي على مواصلة تقديم المساعدة الطارئة والانسانية الى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, لتلبية الاحتياجات الانسانية.
|